تطوير الأدلة في الإنشاء

 الجملة العربية المفيدة قد تحتاج إلى أدلة تؤيدها أو توضحها، لأن القارئ قد لا يصدق مباشرة ما يحويه من مضمون الجملة.
 الأدلة نوعان: أدلة نقلية وأدلة عقلية. فالأدلة النقلية تتمثل في الإتيان بالآيات الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة
والأبيات الشعرية والحكم وأقوال العلماء.
 أما الأدلة العقلية فهي الحجج الفكرية المنطقية التي تتمثل في ذكر: العلاقة السببية والقياس المنطقي ضمن الجملة، وبرهنة الفكرة بنتائج البحث، والآراء والمسلمات والنظريات العلمية.
 يمكن توضيح الجملة أو العبارة بالأدلة النقلية أو الشرعية والأدلة العقلية في آن واحد، كما يمكن توضيحها بأحد من الأدلة.

استعمال الأدلة النقلية في تقوية الجملة
1. الآيات الكريمة
العبارات المستعملة في ربط بين الجملة والآية هي: لقوله تعالى، وفي ذلك قال الله تعالى، كما قال تعالى، وفي هذا المعنى يقول عز وجل، وقد تجلى هذا في قوله تعالى، كما في قوله تعالى، فبين سبحانه بقوله، وقد جاء ذلك واضحا في قوله تعالى، وهو ما جاء في قوله تعالى.
 ومثال ذلك كالآتي:
أ‌- المعلم العظيم هو خير معلم عرفته البشرية في تاريخها الطويل، رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، وهو المعلم الذي أمر الله تعالى هذه الأمة باتخاذ قدوة في كل شيء، كما قال تعالى: ”لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا (الأحزاب: 21).
ب‌- كان رسول الله أعظم الثابتين على مبادئه الصحيحة وهو مسلك الأنبياء في تعصبهم للحق الذي يحملونه للناس بوحي من الله رب العالمين – يتجلى هذا في أمر الله لنبيه بالثبات على الحق الذي يحمله، محذرا من استخفاف الذين لا يوقنون، وقد تجلى هذا في قوله تعالى: ”ولن ترضى عنك اليهود ولن النصارى حتى تتبع ملتهم، قل إن هدى الله هو الهدى ولئن اتبعت أهواءهم بعد الذي جاءك من العلم ما لك من الله من ولي ولا نصير (البقرة: 120).
ج. قد يكون من وراء التعصب جهلا، أو هوى، أو حسدا، ولا يسلم من ذلك -بعد توفيق الله وهدايته- إلا من كان على تربية جادة مستقيمة تربط الإنسان بالحق لا بغيره، لأن الحق غير مرتبط بجنس ولا لون ولا بلد ولا شخص ولا عائلة ومذهب ولا حزب ولا أب ولا جد، إنما هو مرتبط بالله وحده، كما قال تعالى: ”وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر..... (الكهف: 29).

2. الأحاديث النبوية الشريفة
☺العبارات المستعملة في ربط بين الجملة والحديث النبوي هي: مصداقا لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو ما أشار إليه حديث رسول الله، كما روى ذلك ....، وقد جاء معنى هذا الأمر في حديث رسول الله... كما صحّ عنه رسول الله من حديث ....
☺ومثال ذلك كالآتي:
1. إن التقليد ميدان واسع جدا يشمل التقليد في قضايا العقيدة والعبادة والفكر والخلق والسلوك واللباس، بل إنه ليتعدى هذه الأمور الشخصية إلى أمور عامة في الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية والتعليمية والإعلامية والعسكرية، وغير ذلك. وهو ما أشار إليه حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع، حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه، قلنا يا رسول الله اليهود والنصارى؟ قال فمن. (رواه البخاري ومسلم).


الله ولى التوفيق